الملك عبد الله: إقامة مدينة اقتصادية في جازان وتخصيص 375 مليون ريال كأسهم مجانية لذوي الدخل المحدود

خادم الحرمين يؤكد عزم الدولة اختزال المراحل

شاكر أبو طالب
أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس عن إنشاء مدينة جازان الاقتصادية، والتي اشار إلى أمله في أن تجذب استثمارات تقدر بـ 100 مليار ريال، لتكون بذلك المدينة الاقتصادية الرابعة هدية منه لأبناء المنطقة، وذلك في الحفل الشعبي والتراثي الذي أقامه له مساء أمس أهالي منطقة جازان، وبحضور الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، ورئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد.
كما أعلن الملك عبد الله أنه سيتم تخصيص 375 مليون ريال كأسهم مجانية من الشركة المكونة لهذا الغرض لأهالي المنطقة من ذوي الدخل المحدود، موضحا أن منطقة جازان مقبلة على مستقبل صناعي زاهر ونماء زراعي، وريادة في النقل البحري، كما كشف عن دراسة لإنشاء مصفاة بترول في المنطقة، وفي ما يلي نص الكلمة: «بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أيها الأخوة والأبناء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... من دواعي سروري العظيم أن أكون في جازان بين هذه الوجوه الكريمة، المضيئة بالولاء للعقيدة والمحبة للوطن، ومن دواعي فرحتي البالغة أن أبشركم أن مستقبلاً زاهراً (بإذن الله) ينتظر هذه المنطقة الحبيبة من المملكة، مستقبلاً من الازدهار الصناعي، ومن النماء الزراعي، ومن الريادة في النقل البحري، بالإضافة إلى كل التجهيزات الأساسية الضرورية لتنمية شاملة تعم جازان من أقصاها إلى أقصاها.
أيها الأخوة والأبناء: لقد تأخرت مسيرة التنمية في جازان في الماضي لظروف لم يكن لأحد يد فيها، إلاَّ أن دولتكم عقدت العزم على إنهاء هذا الوضع، باختزال المراحل، ومسابقة الزمن، وإعطاء جازان عناية خاصة.
من هذا المنطلق فقد وجهنا بإنشاء مدينة جازان الاقتصادية وسيخصص ثلاثمائة وخمسة وسبعون مليون ريال كأسهم مجانية من الشركة المكونة لهذا الغرض لأهالي المنطقة من ذوي الدخل المحدود، ونأمل ـ إن شاء الله ـ أن يجذب هذا المشروع استثمارات تصل إلى أكثر من مائة مليار ريال، وسيوفر ما يقارب النصف مليون وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر.
إخواني وأبنائي: وجهنا وزارة البترول والثروة المعدنية بدراسة إنشاء مصفاة للبترول في منطقة جازان. أيها الأخوة أيها الأبناء: قلت سابقاً، وأكرر أمامكم الآن أنه لا يوجد فرق بين منطقة ومنطقة أخرى، أو بين مواطن ومواطن، فالوطن واحد، والمواطنة واحــدة كذلك، أشكركم، وأقدر لكم هذا الاستقبال الحار المؤثر، وأتمنى لكم جميعاً الصحة والسعادة والتوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله».
هذا ويبلغ رأسمال المدينة الصناعية 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) على أن يعمل الشركاء المطورون ـ استجابة لتوجيهات الملك عبد الله ـ بتقديم اسهم مجانية من أسهم الشركة التي ستنشئ المدينة لأهل منطقة جازان لذوي الدخل المحدود، حيث سيتم وضع هذه الأسهم في صندوق استثماري يستفيد من ريعه ذوو الدخل المحدود على المدى الطويل.
وكان حفل أهالي منطقة جازان بدأ عند الساعة التاسعة من مساء أمس، بلوحة ترحيبية، ثم كلمة الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، أمير منطقة جازان، والذي رحب بالملك عبد الله وولي عهده، وبين المكرمات الملكية التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين منذ توليه، وأوضح أن المنطقة تنتظر الكثير من الخير في ظل الزيارة التي وصفها بـ«الميمونة»، وتحدث عن المشاريع التي سيدشنها الملك عبد الله ويضع حجر الاساس لها غدا، مشيرا إلى أن مستقبل جازان سيكون مزدهرا في عهده.
وقال الأمير محمد بن ناصر مخاطبا خادم الحرمين الشريفين «إن حبكم الكبير لوطنكم ولابناء شعبكم هو ما يدفعكم الى زيارتهم وتفقد احتياجاتهم وأحوالهم والوقوف على متطلباتهم وتدشين مشروعات الخير»، وأضاف «إن منطقة جازان بمحافظاتها الثلاث عشرة ومراكزها الاثنين والثلاثين وقراها التي تقرب من الاربعة آلاف قرية وشواطئها الجميلة الدافئة كدفء مشاعركم وسفوحها الرائعة الخلابة كصفاء قلبكم وجبالها الشامخة العالية كعلو همتكم يعيش أهلها فى أمن ورخاء وراحة واطمئنان يثمنون مواقفكم ويعرفون فضلكم وينتظرون الخير القادم بفضل الله ثم بتوجيهاتكم». تلا ذلك أنشودة للأطفال، ثم قدمت اللوحة الترحيبية الثانية، أعقبتها كلمة الأهالي ألقاها الدكتور إبراهيم عطيف، ثم ألقى مهدي الحكمي قصيدة شعرية، بعد ذلك عرض فيلم وثائقي عن مدينة جازان الاقتصادية، تبع ذلك عدد من اللوحات التراثية والشعبية للمنطقة، والتي كتبها وأعدها الشاعر أحمد السيد عطيف، وأخرجها فيصل يماني. بعد ذلك قدمت هدية تذكارية لخادم الحرمين الشريفين، بمناسبة الزيارة التاريخية، تجول بعدها الملك عبد الله داخل معرض مدينة جازان الاقتصادية، ومعرض الهيئة العليا للسياحة الذي يعرض مشاريعها في جزر فرسان، وكذلك في المعرض التراثي المصاحب للحفل.
وكان أهالي المنطقة توافدوا إلى مقر الحفل بمدينة الملك فيصل الرياضية منذ عصر أمس بأعداد هائلة، فيما أغلق الملعب أمام جمهور غفير، لعدم توفر مقاعد لهم، فيما شاهدت مجموعة كبيرة من الجمهور الحفل من خلال شاشات ضخمة مطلة على الواجهة البحرية.
من جهة أخرى يسلم خادم الحرمين الشريفين وثائق تخصيص ومفاتيح المنازل لعينة من المستحقين للإسكان الخيري بقرية ديحمة التابعة لمحافظة صامطة (جنوب المنطقة) وذلك خلال احتفال الملك بأهالي منطقة جازان بعد ظهر هذا اليوم، وسيبدأ الحفل بكلمة الدكتور عبد الرحمن الغزي رئيس محاكم منطقة جازان، تعقبها كلمة الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام لمؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي (الجهة المشرفة والممولة لإنشاء هذا الإسكان) يتبع ذلك إلقاء قصيدة شعرية للشاعر عيسى علي جرابة، ثم يتناول الحضور طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.
وكان خادم الحرمين الشريفين وصل إلى مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز الإقليمي بمدينة جازان عند الساعة الثالثة والنصف من عصر أمس، قادماً من منطقة عسير، ضمن جولة تفقدية للمنطقة، يطلع خلالها على أحوال المواطنين ويلتقي بهم ويستمع منهم، ويضع حجر الأساس ويدشن عددا من المشروعات التنموية المهمة، وذلك ضمن زياراته التفقدية لجميع مناطق السعودية، حيث تبلغ قيمة المشروعات المدشنة أكثر من 13 مليار ريال سعودي.
وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين عند وصوله، الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز، أمير منطقة جازان، والأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، والأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الرئيس العام لهيئة الأرصاد وحماية البيئة، والأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز، محافظ الخرج، والأمير الدكتور عبد العزيز بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير نواف بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير بندر بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير تركي بن محمد بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير فيصل بن محمد بن ناصر بن عبد العزيز، والأمير خالد بن محمد بن ناصر بن عبد العزيز، والدكتور عبد الرحمن بن علي ناشب، وكيل إمارة منطقة جازان المكلف، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع غفير من المواطنين.
ووصل في معية خادم الحرمين الشريفين، الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبدالعزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن، والأمير فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود، والأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير عبدالإله بن عبدالعزيز، والأمير مقرن بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات العامة، ومجموعة من الأمراء والوزراء وعدد من كبار المسؤولين.
ثم غادر خادم الحرمين الشريفين الصالة الملكية بالمطار في موكب رسمي إلى مقر إقامته، وسط جمع غفير من أهالي المنطقة، اصطفوا على جانبي الطريق حاملين الأعلام وصور خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، مرددين الهتاف والأهازيج الترحيبية بمقدم ملك الخير.